نستكمل اليوم الجزء الثاني من هذا الموضوع الهام بعد ان عرضنا لكم الجزء الاول الذي تم فيه توضيح فوائد الرضاعة الطبيعية وايضا اخطار الرضاعة الصناعية على الطفل والام وايضا كيف للام ان تطمئن على ان ابنها يتناول الكمية الكافية من الحليب وكيف تزيد كمية الحليب ...الخ
نتابع الآن الجزء الثاني من هذا الموضوع :
الاسس الصحيحة لاختيار الحليب المناسب للطفل
إنّ الخطوة الأولى في إختيار صيغة حليب الطفل الرضيعِ الصحيحة هي بالنظر الى
احتياجات الطفل الرضيع الغذائية مع طبيب أطفالك. بالاضافة إلى عاملان آخران هامان:
الكلفة والراحة.
انت بحاجة إلى:
• مريول لحماية ثياب الطفل الرضيعِ
• حلمات سيلكون أو مطاط (حسب رغبتك) افضل السيلكون
• قناني بلاستيكية
• حليب الاطفال الرضعِ
• ماء مغلي نظيف عبوة ماء دافئ – عبوة ماء مبرد
1. تأكدي من أن حليب الام هو افضل غذاء للطفل. اذا كنت لا تستطيعين
ارضاع الطفل لاي سبب، فلا ضير من مساعدته بالحليب الصناعي المخصص
للاطفال الرضع. تأكدي من أن الحليب مدعم بالحديد.
2. اختاري صيغة حليب تحتوي على البروتين، الصوديوم، الدهون،
والسكر التي تحاكي حليب الام.
(معظم انواع الحليب المتوفر تحتوي على هذه المكونات).
3. اذا كان الطفل يعاني من الاسهال، والغازات، أو الالم في الامعاء أو يعاني
من مشكلة في الامعاء بسبب حليب البقر. انتبهي للصيغ الخالية من اللكتوز
، ولكن يفضل استشارة الطبيب على اي حال.
4. اختاري نوع الحليب الذي يتوافق مع ميزانيتك واسلوب حياتك، بعض الانواع
قد لا تكون متوفرة في الدول المجاورة.
5. الصيغ البودرة تكون ارخص من تلك السائلة، ولكنها تأخذ وقتا في الاعداد والتحضير.
6. تأكدي من نظافة الحلمات الصناعية، والقناني، بعض القناني تحتاج فقط
للتنظيف بالماء والصابون، والبعض الأخر يحتاج الى التعقيم بالمطهر
السائل أو في الالة المخصصة.
7. عند شراء القناني والحلمات خصوصا للاطفال الرضع، يفضل شرائها من مكان
مخصص للاطفال، يحتوي على كل الادوات التي يمكن استعمالها، مثل
فراشي التنظيف، الصابون السائل، المعقم.
حليب الأم أفضل مصدر غذائي للطفل في أيامه وأشهره الأولى
اكتساب مفردات لغوية ركيكة
منذ بدء الطفل حياته داخل الرحم وارتباطه بالام بشكل مباشر عبر المشيمة حيث ينتقل الدم والغذاء من الام إلى الطفل نجد الجنين يتفاعل مع أي مؤثر قد يصيب الام فارتفاع درجة حرارة الام او استعمالها لأي دواء قد يؤثر عليه بشكل سلبي ولا تقتصر العلاقة بين الام والطفل بالعلاقة الجسدية والحسية بل تتعدى ذلك إلى ظهور الطمأنينة والود بينهما فكم من ام او اب وجدناه غليظا جافيا في طبيعته لكنه يتحول إلى شخص ودود حانيا على ابنائه.
عند ولادة الطفل مباشرة ينصح بابقائه جوار أمه لتتأصل تلك العلاقة وفي بعض الحالات التي تستدعي بعد الطفل عن الام كأن يكون طفلا خديجا يحتاج إلى بقائه في الحاضنة او غير ذلك فاننا نرى ان نسبة حدوث القلق والتوتر عند الطفل مستقبلا هي نسبة عالية ولا نقصد المستقبل البعيد ولكن قد تحدث تلك الاضطرابات النفسية والعصبية في السنوات الاولى من حياة الطفل. لذا كان لزاما قرب الطفل من امه في الساعات الاولى بعد الولادة قدر الامكان.
الرضاعة والطفل
حليب الام هو افضل مصدر للغذاء للطفل في ايامه واشهره الاولى ولم يتعرف العلم على كامل الفوائد التي يجنيها الام والطفل على حد سواء من الرضاعة الطبيعية. فهي تقوي العلاقة بين الام وطفلها. حليب الام يحتوي على كل المواد الغذائية الاساسية التي تمكن الطفل من النمو السليم وتجنبه الامراض باذن الله فحالات اضطرابات الجهاز الهضمي من امساك او اسهال والتي تحدث عند الرضاعة بمساحيق الحليب نجدها تكاد تكون منعدمة في حالات الرضاعة الطبيعية كما ان الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل المواد البروتينية اللازمة لتطور المناعة ووقايته من الامراض بالاضافة إلى وقايته من امراض الحساسية او الطفح الجلدي كما انها تحمي الطفل على المدى الطويل في مرحلة الشباب من امراض السمنة والسكر وامراض الجهاز الهضمي والحساسية كحساسية القمح ولا تقتصر الفائدة على الطفل فقط بل تتعدى ذلك إلى الام فهي تقلل من مخاطر حدوث سرطان الثدي او الرحم وامراض المفاصل والروماتيزم وتخليص الام من الوزن الزائد الذي يكون قد تراكم في جسم الام اثناء فترة الحمل. كما ان نمو جسم الطفل يكون متناسقا وصحيا مع الرضاعة الطبيعية حيث يزيد وزن الطفل حوالي 170غراما اسبوعيا خلال الاشهر الاربعة الاولى فيمايزيد 114إلى 140غرام في الاسبوع من الشهر الرابع إلى السادس بينما يزيد وزنه من 115إلى 60غرام اسبوعيا بعد عمر 6اشهر وحتى عمر سنة.
مع تلك الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية ورغم نشر الوعي الصحي وعقد الندوات للتعريف بفوائد الرضاعة الطبيعية الا اننا نجد البعض يلجأ إلى الحليب الصناعي دون استطباب لذلك وقد تكون الاسباب اما لانشغال الام او لان الام تجهل تلك الفوائد وتعتقد اعتقادا خاطئا ان الرضاعة الطبيعية لها تاثيرات شكلية سلبية حيث اصبح العديد من الامهات يوكلن رضاعة اطفالهن إلى زجاجات حليب الابقار تحت رعاية الخادمات.
الرضاعة الطبيعية
وجد العلماء حديثاً أن الغذاء التام للطفل هو من حليب أمه، وأن هذا الغذاء لا يكتمل إلا إذا أرضعت الأم ابنها سنتين كاملتين! هذا ما خرجت به منظمة الصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً؟ لنقرأ..
لقد كان الأطباء يظنون أن الرضاعة الطبيعية تكسب الطفل ارتباطاً نفسياً مع أمه فقط، وليس هنالك أية منافع أخرى، ولكن بعد إجراء البحوث على مدى نصف قرن بدأت تظهر الفوائد الكبيرة لهذا الإرضاع، بل إن العلماء في كل يوم يكشفون منافع جديدة لحليب الأم. فالأجسام المناعية المسماة ب immunoglobulinsاكتُشفت أولاً في حليب الأم. وهي أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات بأنواعها. بل إن العلماء وجدوا أن كمية البكتريا في أمعاء الطفل الذي يتغذى على حليب البقر أكبر بعشرة أضعاف من تلك الموجودة في أمعاء الطفل الذي يرضع من صدر أمه [1].
منافع الإرضاع الطبيعي
الرضاعة الطبيعية هي أفضل أنواع الغذاء على الإطلاق للطفل، وجميع أنواع الغذاء الأخرى تختلف بدرجة كبيرة عن حليب الأم، هذا الحليب الذي يحمي الطفل من كثير من الأمراض (والكلام للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال) [2].
إن حليب الأم يحوي دائماً نسباً طبيعية من البروتين والسكريات والدسم، وهذه النسب يصعب التحكم فيها في حليب البقر وغيره. كذلك حليب الأم دائماً يخرج بدرجة الحرارة الصحيحة والمناسبة للطفل.
منافع الإرضاع
- إن الأجسام المناعية immunoglobulinsتساعد الطفل خلال الأشهر الأولى على حماية أجهزة جسمه من الهجوم الجرثومي المتكرر الذي يتعرض له، بل وتساعده أيضاً في تشكيل جهازه المناعي الخاص وتقويته. كما تشير بعض الدراسات إلى أن جهاز المناعة لدى الطفل ينمو بسرعة أكبر عندما يتغذى على حليب الأم.
- يحوي حليب الأم أيضاً مواد مناعية تسمى mucinsهذه المواد تحوي الكثير من البروتينات والكربوهيدرات وهذه المواد تلتصق بالبكتريا والفيروسات وتزيلها من جسم الطفل نهائياً دون أي تأثيرات جانبية، بعكس الأدوية الكيميائية [9].
- إن البروتين الموجود في حليب البقر مثلاً يعادل ضعف الكمية الموجودة في حليب الأم، ولذلك لا يستطيع الطفل أن يمتص هذه الكمية من البروتين البقري، فيختزنها في جسده مما يؤدي مستقبلاً لأمراض السمنة. بينما نجد أن الطفل يمتص البروتين الموجود في حليب الأم بنسبة 100 % . كما بينت الدراسات أن المدة اللازمة لهضم البروتين في حليب الأم من قبل الطفل هي 15 دقيقة، بينما تستغرق العملية ذاتها مع حليب البقر أكثر من 60 دقيقة. إذن هنالك توفير في الوقت والجهد [1].
كما يساعد حليب الأم الطفل على تطوير جهازه الهضمي بشكل صحيح. حيث يعتبر حليب البقر مثيراً للأمعاء [9].
- إن حليب الأم يمنح الطفل الاستقرار النفسي ويساعده على النوم والتهدئة. إنه يعمل كأفضل مسكن طبيعي للطفل! [3].
- إن حليب الأم يقي الطفل من مرض الحساسية فهو يوقف عنده تطور هذا المرض.
- من مخاطر التغذية بحليب البقر مثلاً أنه يزيد احتمال الإصابة بالسرطان ثمانية أضعاف [4].
يؤكد جميع الأطباء أن حليب الأم خال تماماً من البكتريا وأنه الأفضل للطفل من أي حليب صناعي. فقد لاحظ الأطباء أن الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي بالزجاجة غالباً ما يتعرضون لمختلف الإصابات حتى ولو كانت هذه الزجاجة معقمة!
الرضاعة الطبيعية
تقي الطفل من كثير من الأمراض التنفسية أهمها مرض الربو.
الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من أمراض الأذن والتهاباتها المتكررة.
الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من مرض الموت المفاجئ (SIDS) .
الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من التهاب السحايا.
الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من أمراض السرطان خلال الأشهر الستة الأولى.
الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من نخر العظام. يقي من الأكزيما، ويقي من تقرحات المعدة.
منافع للأم
- لقد أجريت دراسات في 30 دولة وأظهرت بأن الأم التي تغذي طفلها بحليب صدرها تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي [5].
- إن الرحم يتوسع 20 مرة أثناء الحمل والولادة، وقد بينت الدراسات أن الإرضاع الطبيعي يساعد على عودة حجم الرحم للحدود الطبيعية، بعكس الأم التي لا ترضع طفلها فإن حجم الرحم يبقى عندها أكبر من الحدود الطبيعية. كما أن الإرضاع يقي الأم من سرطان الرحم [9].
إن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على إنقاص وزنها وتقيها من السمنة [6]. حتى إن الرضاعة الطبيعية تعمل كمسكن طبيعي للأم أيضاً! إن الإرضاع الطبيعي يساعد الأم على النوم، ويساعد الطفل على النوم أيضاً [9].
منافع للمجتمع
- الإرضاع الطبيعي غير مكلف بعكس الإرضاع الصناعي، وربما نذهل إذا علمنا أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لو اتبعت أسلوب الرضاعة الطبيعية فإنها ستوفر كل سنة 3600 مليون دولار!! [7].
- إن الرضاعة الطبيعية تنعكس إيجابياً على البيئة أيضاً! وذلك بسبب توفير التلوث الناتج عن عمليات تصنيع زجاجات الحليب وتجفيف حليب البقر، والنفايات الناتجة عن استهلاك هذا الحليب وهذه الزجاجات [8].
هنالك فوائد لا يدركها الكثيرون للرضاعة الطبيعية، فالطفل الذي يتغذى على صدر أمه يكون جلده أنعم من ذلك الطفل الذي يتغذى بحليب البقر، ويكون مستوى الرؤية عنده أفضل أيضاً، إن الطفل الذي يتغذى على حليب البقر يكون بوله وبرازه ذو رائحة كريهة أكثر من الطفل الذي يتغذى على حليب أمه! [10]
وبالنتيجة فإن حليب البقر هو أفضل غذاء "للأطفال من البقر"، والحليب الإنساني هو أفضل غذاء للأطفال من البشر، هكذا خلق الله لكل نوع غذاءه وقال:
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2].
كل هذه النعم منحها الله إياك أيها الإنسان وأنت طفل صغير لا تعلم من الدنيا شيئاً، فهل تتذكر نعمة الله عليك، وربما ندرك هنا معنى قوله تعالى:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]. فعلاً مهما عددنا نعمة الله فلن نحصيها.
ما هي المدة المثالية للإرضاع؟
لقد قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بالعديد من الأبحاث على الأطفال الرضع، وخرجوا بنتيجة أبحاثهم أن المدة المثالية هي سنتان! لأن الطفل خلال السنتين الأوليين من عمره يكون بحاجة ماسة لحليب معقم مثل حليب الأم، ولأن جهازه المناعي لا يستطيع مواجهة أي مرض محتمل قبل سنتين من عمره.
لقد اكتشف العلماء أن حليب الأم يحوي مواد مناعية مضادة للجراثيم، مع العلم أن الجنين في بطن أمه يستمد الأجسام المناعية منها طيلة فترة الحمل، وعندما يخرج هذا الجنين يكون محاطاً بعوامل كثيرة ممرضة، ولذلك فهو بحاجة لمناعة إضافية لا يجدها إلا في حليب الأم، فسبحان الله الذي هيّأ له هذا المصدر الطبيعي من الحماية.
لقد عقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمراً لها بعنوان "Complementary feeding" عام 2001 وجاء بنتيجته [11].
The first two years of a child’s life are a critical window during which the foundations for healthy growth and development are built. Infant and young child feeding is a core dimension of care in this period.
إن السنتين الأوليين من حياة الطفل هما نافذة حرجة يتم خلالهما بناء التأسيسات للنمو والتطور الصحي. إن تغذية الطفل الرضيع هي بعد جوهري للعناية خلال هذه الفترة.
وجاء في نتيجة المؤتمر أيضاً أن المدة المثالية للإرضاع هي سنتان، لأن الطفل خلال هاتين السنتين يكون بحاجة ماسة للأجسام المناعية لتطوير جهازه المناعي، وهذه الأجسام لا يجدها إلا في حليب الأم.
ولذلك يؤكد الأطباء أن جميع أنواع الأغذية لا يمكن أن تكون كافية للطفل بمفردها خلال السنتين الأوليين من عمر الطفل. لأن الطفل يتعرض للكثير من العوامل والتي يصاب بنتيجتها بالعديد من الأمراض، وعندما يبلغ من العمر سنتان، تصبح العوامل ذاتها غير مؤثرة كما كانت من قبل، لذلك عمر السنتين هو عمر حرج وحساس للطفل وينبغي الاعتماد على حليب الأم خلاله لدرء هذه الأخطار.
يقول العلماء اليوم [12]:
After a child reaches 2 years of age, it is very difficult to reverse stunting that has occurred earlier
بعد أن يبلغ الطفل سنتين من العمر من الصعب جداً أن ينعكس العامل المعيق للنمو والذي كان ممكن الحصول قبل هذه المدة.
كذلك فقد بينت الأبحاث الحديثة أن الإرضاع الطبيعي لمدة 24 شهراً يقي الأم من خطر سرطان المبيض بنسبة الثلث [13].
إن أهم وأخطر فترة من عمر الطفل هي السنتان الأوليان وخلالهما يتعرض الطفل لكثير من العوامل والأمراض مثل الإسهال. ويستطيع حليب الأم بما يحويه من مواد مناعية أن يحمي الطفل من هذه الأمراض، حتى إن العلماء لا يزالون يجهلون الكثير من تركيب حليب الأم، ولكنهم يلمسون النتائج الرائعة للأطفال الذين يتغذون على حليب أمهاتهم.