هل تعلمين أن الخبراء يؤكدون أن الطفل في سن العامين أو ثلاثة أعوام يمكنه استخدام الكمبيوتر وفي سن الرابعة يبحر في عالم الانترنت. ولقد استغل صناع البرمجيات الاهتمام المتزايد بالتعليم المبكر وأغرقوا الأسواق بالبرامج التي تخاطب الأطفال حتى سن 9 شهور، كأن يتعلم التعامل مع (الفأرة) ولوحة المفاتيح، والتعرف على الأشكال والأرقام والألوان، وأحد البرامج كان يخاطب أطفال الستة شهور وهم لم يستطيعوا الجلوس بعد! وتوصي عديد من البرامج بوضع غطاء بلاستيكي فوق لوحة المفاتيح لمنع لعاب الأطفال من النزول على المفاتيح! حيث ان أطفال الألفية الثالثة لم تعد تجذبهم الألعاب التقليدية .
يقول الخبراء في هذا المجال أن الكمبيوتر يعد جهازا صبورا وأداة جيدة للتعلم لأنها تسمح للطفل بأن يصبح شخصية فعالة بعكس التلفزيون علاوة على أنه يحث على المدارك المختلفة للمخ.
علماً بعدم اتفاق الخبراء على وضع حد أدنى للعمر الذي يتعرض فيه الطفل لهذه التكنولوجيا ويرى البعض أن استخدام الكمبيوتر مثل القراءة للطفل ولكن يتميز عنها بوجود صور متحركة وأصوات، والبعض الآخر يرى أن تأخير تعلم الطفل لمهارات الكمبيوتر حتى سن الثالثة أفضل فائدة وأن يكون في كنف الوالدين، ويرى بعض المنتقدين أن صناع البرامج يستغلون مخاوف الوالدين من أن يتأخر أطفالهم عن اللحاق بركب التقدم التكنولوجي فيقدمون برامج للأطفال الأقل من عمر عام.
ويقول روبرتو مارلينا أستاذ علوم التكنولوجيا في جامعة روما ومؤلف كتاب أو كونوا وسطاء جدا ففي هذه السن يقرن الطفل الكلمات بالأشياء ومن خلال الكمبيوتر يطور قدراته والتعرف على الأصوات والصور كما يمكنه التصغير والتكبير مما ينمي لديه الحواس المرئية والصوتية.
ولكن كما قلنا دائما الدليل الأفضل هو ملاحظتك للطفل هل ينتبه الطفل ويهتم بالضغط على المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر ليرى ما يحدث على الشاشة؟ أم أنه يجلس على رجليك ويضرب لوحة المفاتيح دون وعي؟ ويجب أن تسأل نفسك: ماذا تعلم هذه البرامج؟ وهل يستطيع الطفل أن يتعلم ذلك من كتاب أو خبرة واقعية؟ تعتبر الألفة ببرامج الكمبيوتر والتعامل مع الإنترنت ضرورية لنجاح الطفل في المدرسة وقدرته على التواصل في القرن الحادي والعشرين، ولكن على الطفل تعلم المشي والكلام أولاً.
وفي مرحلة ما قبل المدرسة فإن الطفل ينمي التنسيق بين الحركة والرؤية والصوت، لذلك يكون مفيدا جدا استخدام فأرة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح.
والكمبيوتر مثل كتاب مفتوح يكون أكثر فعالية والطفل ينجذب بشدة للكمبيوتر، لذا كان الطفل يستخدمه بكثرة، ولكن من الضروري التحكم في الفترة التي يجلسها الطفل أمام الشاشة فلا تزيد على ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا.
فإن النشاط والحركة والتجربة والتكرار. . نقاط مهمة لابنك!!
حيث يحصل الطفل جزءا كبيرا من تعلمه من خلال النشاط الحسي الحركي لذا يحتاج إلى حرية كبيرة وإتاحة الفرصة له للمس الأشياء ودفعها وجذبها وتجميعها وفصلها وإلقائها وإعادة ترتيبها، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى تعلم عن طريق النظر والاستماع، وهذا التعلم لا تستطيع فرضه على الطفل ولكنه يكتسبه بنفسه عن طريق التجريب والاستكشاف والمحاولة والخطأ أحيانا.
وهناك سبب رئيسي وراء إصرار الأطفال في عمر 24 - 36 شهرا على التكرار المستمر، هو حاجته إلى الإدراك الثابت القوي الذي يستطيع أن يصل من خلاله إلى حقائق واستنتاجات عن العالم حوله!
ويحذر الخبراء من اعتبار الكمبيوتر جليسة أطفال وعندما يتجه الطفل لهذا العالم يفضل المكوث بجانبه عندما يكون صغيرا.
وأخيرا فإن عالم الكمبيوتر عالم مذهل ومدهش وينمي لدى الأطفال إحساس الملاحظة والتخيل ومعرفة الأشكال والأحجام (من 3 -6 سنوات)، وينمي قدرة الإبداع من عامين فأكثر، كما ينمي قدرة التصميم والتحكم والابتكار من 5 سنوات فأكثر.
كما يمكنه اكتشاف الأرقام والكلمات والصور (من 3 - 7 سنوات)